إذا كان الصيد في وقتنا الراهن بمارس بطرق وأساليب وتقنيات ومعدات متعددة ومتنوعة… وإذا كان الصيد الآن يتوزع بين الشغل والرياضة والهواية, فإن التساؤل الذي يطرح نفسه هو متى كانت البدايات الأولى للصيد؟ وكيف
.تطور الصيد ليصبح على ما عليه الآن؟
لابد أن لكل شيء أو اختراع أو ابتكار بداية, وإذا كنا نعرف بدايات بعضها فإن بداية الصيد ترجع إلى غابر الأزمنة والبدايات الأولى للإنسان على وجه الأرض. ولذلك من الصعب جدا تحديد تاريخ دقيق لبداية تعاطي الإنسان للصيد. وأول كتابة تاريخية تتحدث عن ممارسة الصيد ترجع إلى القرن الثاني حيث أشار إليهاالكاتب الروماني كلوديوس أليانوس “Claudius Aelianus.
لكن لا توجد اي كتابة تتناول بالتوتيق الاف السنين السابقة و كيف حافظ الانسان على بقائه بالاعتماد على القنص و الصيد و جمع الثمار. كما لا تتوفر وثائق تؤرخ لتلك الحقبة من التاريخ لغياب الكنية. أصلاء ولكن بعض الآثار الأركيولوجية (رماح من العضام او القرون…) التي عثر عليها, تؤكد ان الانسان استوطن أماكن مختلفة من بينها ضفاف الأنهار والبحار و المحيطات. والبقايا التي خلفها ذلك الإنسان لا تترك مجالا للشك بأنه كان يقتات على بعض الأطعمة النهرية والبحرية وأنه مارس القنص والصيد, ورسوم بعض الأسماك المنحوتة على أحجار بعض المغارات تدعم ذلك.
من الثابت أن الصيد كان يشكل نشاطا أساسيا في الحضارة المصرية بحكم اعتمادها على نهر النيل. والرسومات الفنية التي خلفتها الحضارة الفرعونية تؤكد ذلك.
في مقابل الحضارة المصرية التي ارتبطت بالنيل, فإن الحضارة اليونانية ارتكزت أساسا على النشاط البحري بحكم موقعها الجغرافي وريادة اليونان في صناعة السفن. وبحكم الثروات السمكية بمختلف أنواعها التي يزخر بها البحر الأبيض المتوسط. وهكذا نجد في الإلياذة والأوديسة لهوميروس إشارة إلى الصيد والصيادين. كما أن الفيلسوف أرسطو عذد ما لا يقل عن 115 نوعا من السمك .
يتضح أن الحضارات الانسانية القديمة ارتبطت بالمياه نهرية كانت أم بحرية.
و في القران الكريم ذكر للصيد البحري في سورة المائدة الاية 96 ( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٩٦﴾ )
سنة 1653 صدر كتاب بإنجلترا يصنف الأسماك والمعدات والطعوم والتقنيات. وشكل مؤلف (Izaac walton) اسحاق والتون الصادر تحت عنوان (الصياد المثالي) سنة 1653 وثيقة ومرجعا كاملا وأول كتابة وافية عن الصيد. وفي سنة 1818 وضع (kresz aine) صانع لوازم الصيد قواعد لما يمكن اعتباره الآن الصيد الرياضي سواء بالطعوم الاصطناعية أو الطبيعية .