من كتاب : الصيد الرياضي الشاطئي
للمؤلف: عبد الناصر المنجد
في القرن 20 وبفضل التطور العلمي والتقني تطورت أيضا معدات الصيد في سنة 1948 ظهر النموذج الأول للبكرة الآلية التي نستعملها الآن تحت اسم (Michell 300) أما بخصوص القصب فإن أولى القصبات العصرية ظهرت سنة 1840 وذلك بتجميع وإلصاق القطع الطولية الصلبة من القصب النباتي الطبيعي. وبقي استعمال القصب الطبيعي سائدا حتى حدود سنة 1940 حيث ظهر القصب المصنوع من الألومينيوم والذي حل القصب المصنوع من ألياف الزجاج محله سريعا. ورغم أن الكربون ظهر سنة 1970 إلا أنه م يدخل في تصنيع قصب الصيد إلا في نهاية الثمانينات. ومع توالي التطور العلمي والتقني عرف الكربون بدوره تطويرا متتاليا وظهرت أنواع ودرجات كثيرة من الكربون المختلف الجودة والخفة والصلابة…. كما تم دمج مواد أخرى في تصنيعه مستوحاة من عالم صنع الطائرات كالكيفلار أو الجرافيت وغيرها. إضافة إلى تطوير طرق تصنيع قصب الكربون انطلاقا من النسيج أو الخيوط أو الرقائق…. وعرفت لوازم القصب كالحلقات هي الأخرى تطورا هائلا بالانتقال تدريجيا من الفولاذ إلى البلاستيك فالسراميك وصولا إلى كاربور السليسيوم وغيره من الابتكارات المتوالية… نفس التطور شهدته صناعة الصنارات التي ابتدأت بالعظام والمعادن وصولا لصنارات الكربون. ونفس التطور عرفته خيوط الصيد التي انطلقت من شعر الخيول والحرير أو بعض .النباتات المفتولة…. لتصل إلى النيلون الذي ابثكر سنة 1942 على يد دييون دي نومور (Dupont de Nemours). ثم الخيوط الضفيرة (la Tresse). وخيوط الفليوروكربون.
ما يمكن استنتاجه من خلال استعراض مختلف مراحل تطور ممارسة الإنسان للصيد أن الأدوات والمعدات واللوازم والتقنيات تواكب التطور العلمي والتقني السائد في كل حقبة تاريخية, وليس أدل على ذلك من التطور الهائل الذي تعرفه معدات ولوازم الصيد حاليا والتي تسير بنفس وثيرة التقدم التقني في مجالات أخرى, مع توظيف البرمجيات المعلوماتية في الابتكار والتصميم والتصنيع والانتاج والإشهار. كما تطورت وتنوعت أساليب وتقنيات الصيد.
وأصبحنا نعيش عصر التخصص, وكل تخصص له معداته ولوازمه الخاصة بل وكل تخصص يستهدف أنواعا معينة من الأسماك..
بحكم الموقع الجغرافي لمنطقتنا بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. فمن البديهي أن يكون للبحر حضوره القوي في المعيشة والاقتصاد وفي الثقافة الشعبية المتوارثة. وبالإضافة إلى الصيد بالقوارب والسفن مارس المسلمون
واليهود الصيد الشاطثي بالقصبة. كما احتكوا بالمعمرين فترة الاستعمار ومواكبين مختلف التقنيات ومعداتها. إن روح التقنيات كانت موجودة, وأصبحت الآن أسماؤها تُتداول تحت تسميات أنجلوسكسونية بفعل اتساع استعمال شبكة الأنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام والقنوات المتخصصة, وسهولة الحصول على المعدات واللوازم المتطورة سواء من الدول الأسيوية أو الدول الغربية الرائدة في هذه الصناعات, مما يساهم في المزيد من الانتشار للصيد الشاطئي بالقصبة.