من كتاب : الصيد الرياضي الشاطئي
للمؤلف: عبد الناصر المنجد

إن قوة الرياح ومدة هبوبها واتساع المساحة التي هبت فيها هي العوامل المسؤولة عن علو الموج وقوته وطوله والفترة الزمنية الفاصلة بين قممه. لا تنشأ الأمواج الكبيرة والعاتية إلا في المحيطات لاتساع المساحة التي تشملها
الرياح وبذلك فهي لا تنشأ في بحر ضيق أو خليج لصغر مساحتهما مقارنة بالمحيط.
إذا أخذنا كل موجة على حدة. نجد أن قمتها وباطنها (متحدان) وسط المحيط أو البحر و(يسيران) بنفس السرعة نظرا لاتساع مساحة العمق فيتحركان على شكل شبه دائري. إلا أنهما عندما يقتربان من الشاطئ, وبحسب طبيعته
التضاريسية. يطرأ تغيير على الموجة. فقوة الموجة أو ضعفها يكون بحسب ارتفاع تدريجي للقعر أو ارتفاع فجائي
عندما يرتفع القعر فجأة ويكون الشاطئ عبارة عن مرتفعات صخرية فإن الموجع ترتطم بالمرتفع و تنفجر بقوة وتتراجع مياهها لتصطدم بالموجة القادمة الموالية. الاصطدام المتكرر والمتتالي للأمواج بالمرتفعات والصخور والسلاسل يحدث فيها تغييرات. فالأمواج بحسب سرعتها وقوتها قادرة على زحزحة الصخور من أماكنها. وشقوق المرتفعات تزداد اتساعا نتيجة ضغط الأمواج على الهواءالمحتبس فيها فيسمع فيها دوي كما تقوم الأمواج بعملية تعرية و نحت قد يطول زمنهما أو يقصر بحسب قوة الأمواج و بفعل طبيعة و مادة تلك الصخور والمرتفعات.

فأقواس شاطئ الكزيرة تشكلت بفعل عملية النحت المتواصلة من كلا جهتي الهضبة الى ان اصبحت مجوفة و اتخدت شكل قوس. استمرار عملية النحت أدت إلى تصدّع تم تحطم ركيزة القوس فانهار.
