من كتاب : الصيد الرياضي الشاطئي
للمؤلف: عبد الناصر المنجد

عندما تكون الشواطئ منبسطة وترتفع تدريجياء فإن العمق يتقلص. وعندما يصبح يساوي نصف طول الموجة (نصف المسافة بين قمة الموجة وقعرها). تعرف الموجة تفاوتا بين جزئها العلوي الذي يحافظ على سرعته وجزئها السفلي الذي تنقص سرعته بفعل الإعاقة والكبح التي يمارسها عليه ارتفاع سطح الشاطئء فتفقد الموجة توازنها وتنحني قمتها نحو الأمام بينما يتخلف جزؤها السفلي. إن الأمر مشابه لشخص تصطدم رجلاه بعائق فيتخلفان, وبحسب سرعة المشي أو الجري تكون قوة سقوط جزءه العلوي على الأرض. و هكذا عندما يتخلف الجزء السفلي من الموجة يحافظ الجزء العلوي على سرعته ويستمر في التقدم. وفي غياب قاعدته التي يستند عليها والتي تخلفت بفعل إعاقة القعر, ينحني الجزء العلوي ويتخذ شكل قوس, ويزداد القوس انحناءا ويصبح مجوفا إلا من الهواء الذي يحتبس داخله. وتتقدم الموجة بشكل لولبي حتى تلامس حافتها العليا السطح فتدكسر ويتحول الهواء المحتبس داخلها إلى فقاعات ورغوة بيضاء تزود الماء بالأكسيجين.


ينبغي أن تحظى منطقة تكسر الأمواج باهتمام الممارس للصيد لكونها منطقة مفضلة لدى العديد من الأسماك الباحثة عن الأكسيجين.
الأمواج التي تسير بمعدل 12 – 14 موجة في الدقيقة, نظرا لتزاحمها ترتفع قممها, وحينما تتكسر تهوي كتل الماء من فوقها بقوة على طول جبهتها الزاحفة, فتغوص مياهها بسرعة وتسحب بقوة ما يوجد على سطح الشاطئ
من رمال وحصى نحو داخل البحر فتسمى أمواج الهدم (Destructive) (حافر).
في حين أن الأمواج التي تسير بمعدل 8-6 موجات كل دقيقة تتميز بقوة الدفع أكثر من قوة السحب, فتدفع بالرمال والحصى وتراكمهما بالشاطئ فتنشأ بذلك حافة مرتفعة عند حدود عمل الموج وتسمى أمواج البناء (Constructive) (رادم).
نظام انتقال الأمواج في البحار والمحيطات نظام يضم خليطا من مجموعات أو سلسلات متباينة من الأمواج بفعل تفاوت الرياح التي تسببت في نشأتها من حيث القوة والمدة والمساحة…
تقطع الأمواج من مركز نشأتها أواسط المحيط آلاف الكيلومترات, وقد تزداد سرعة الأمواج بفعل الهبوب المستمر للرياح أو قد تتباطأ أو تضعف لعدة عوامل. تنشأ الأمواج في مركز العاصفة بأواسط المحيط نتيجة هبوب الرياح على امتداد مساحة قد تصل لآلاف الكيلومترات المربعة. تكون سرعة وقوة هذه الرياح متباينة. كما قد تطول أو تقصر مدة هبوبها. فتأتي الأمواج عنها إلى الشاطئ. قاطعة آلاف الكيلومترات, مختلفة الطول والعلو ومتفاوتة من حيث الفترة الفاصلة بينها. وكلها نشأت في وقت متقارب, لكن وصولها للشاطئ يكون بحسب طولها وسرعتها يبدو البحر مضطربا من الشاطئ, لكن داخل هذا الاضطراب هناك انتظام. تتقدم الأمواج نحو الشاطئ عبر سلسلات, وطول المسافة التي تقطعها تلك الأمواج يعد بآلاف الكيلومترات. هذا الخليط من الأمواج عندما يغادر مركز العاصفة ينطلق بسرعات متفاوتة. الأمواج الطويلة تكون أكثر سرعة من القصيرة وبالتالي تتمكن هي الأولى من الوصول. وطول المسافة يُحدث عملية فرز فتصل الأمواج الطويلة أولا وتليها المتوسطة فالقصيرة على نحو متدرج. حيث يكون البحر هائجا فيقل هيجانه إلى أن يصبح هادئا تبعا للتسلسل التنازلي لسرعة الأمواج التي تصله. و احيانا يبدو البحر شديد الاضطراب و تبدو الامواج غير منتظمة في علوها و اتجاهاتها و هذا يقع نتيجة اختلاط بين أمواج ناشئة عن رياح وسط المحيط مع اخرى ناشئة عن رياح محلية أو قريبة من الشاطئ. وبديهي أن تلك الرياح تكون متفاوتة في القوة والسرعة والمدة والمساحة فينشأ عنها ذلك الخليط من الأمواج.
وقد يهيج البحر فجأة في غياب رياح ظاهرة. ويكون ذلك بسبب أن الأمواج العاتية التي تصل الشاطئ أحيانا هي وليدة رياح بعيدة. وإذا تزامن هذا الأمر مع المد الكبير أصبحت تلك الأمواج قوية جدا بل ومدمرة أحيان.